الريادة المصرية فى المجالس التشريعية

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

انتهت الجولة الاولى من انتخابات مجلس الشعب 2010 ، و انتهى المولد الاولى للمهزلة المصرية فى الانتخابات التشريعية، فالعضو الذى يرشح نفسه للبرلمان لا يعلم من الاصل ما هو البرلمان و الناخب ايضاً يحتاج للحمة و الخدمات و الوظائف، تلك هى الريادة المصرية ، لقد عرف العالم الحياة البرلمانية منذ القدم و كانت لدينا تجارب رائدة فى هذا المجال منذ اكثر من قرن ايام الخديوى اسماعيل ثم تطورت شيئاً فشيئاً الى ان وصلت لمجلس الشيوخ و البرلمان المصرى وصولاً لدستور 23 ثم فجأة تم تدمير كل ذلك و بدلاً من البناء و اصلاح ما هو قائم تم نسف الحياة البرلمانية برمتها و استحداث اساليب و طرق غير موجودة غير فى مصر المحروسة الرائدة فى الرجوع للخلف، اتحاد اشتراكى و منابر و تنظيمات طليعية و استخباراتية ، ثم ظهرت الاحزاب الديكورية و عودة و تغير الاتحاد الاشتراكى الذى كان يتغنى اعضاؤه بالاشتراكية الى الحزب الوطنى الذى اخذ من كل رافد ليحتكر كل شئ ، فهو ابو الليبرالية و الاسلام و الديمقراطية و الاشتراكية و كل لون و طيف، الى ان وصلنا للحالة التى عليها الان و هى مزيج من السمك لبن تمر هندى، المرشح يعد بانجازات ليست من اختصاصه كانشاء مستشفى او رصف طريق او تعيين ابناء الدائرة فى وظائف عالة على المجتمع و على دافعى الضرائب و الاغرب ان اى مرشح لا يملك برنامجاً انتخابيا يحاسب عليه و من قدم برنامج فهو يقدم وعود لا تخصه كعضو برلمان، و ناتى الى الناخبين الذين يختارون بين هذا او ذاك على اساس ما يوزعه من منح و هدايا، كيلو لحمة ، بطانية ، ملابس ، اموال ، اى ان البائع يبيع ما لا يملك و المشترى يدفع الثمن ليحصل على الحصانة و بعدها يتم التعويض، و السؤال ما هى الدولة التى يدفع نوابها للناخبين و ينفقون عشرات الملايين سوى مصر ؟ و ما الذى سيحصل عليه هذا العضو لتعويض هذه الملايين سوى من جيوب المصريين ايضاً ، اى من باع قد باع بابخس الاسعار و سيستمر فى البيع بدون ان يدرى لتعويض ما انفقه العضو المحترم ، هى اذن معضلة مصرية ننفرد بها عن باقى دول العالم فحتى الصومال لا يحدث فيها مثل هذه الامور ، و الغريب ان السناتور المحترم يصبح لديه روافد عديدة لتدفق الاموال بعد انتخابه، فهو يحصل على بدلات لكونه نائب بالبرلمان و حصانة تمكنه من اشياء كثيرة مع انها مرتبة اجتماعية لتبجيله و ليست لاثرائه ، ثم يحصل على منافع متبادلة من السادة الاعضاء و الوزراء و المواطنين ايضاً ، هى اذن عملية تجارية مربحة يصرف فيها العضو بعض الملايين ليجنى من وراءها مئات الملايين، و سلم لى على الديمقراطية و الشفافية و سيد قراره

ضلمت مصر

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

اعلان مستفز منتشر بالصحف و المجلات عن حفلة الشيخ مشارى راشد العفاسى و فين ؟ فى ستاد القاهرة ، ستاد الهوكى باستاد القاهرة ، يعنى برعاية مصرية و لا هما مأجرين الصالة بس عشان يحيوا فيها الليلة ؟ لا و كمان كاتبين ايه فى رأس الاعلان " لأول مرة فى مصر " و ربنا يجعلها آخر مرة ، يا سيدى لا أهلاً و لا سهلاً بك فى مصر و احب اقولك ضلمت مصر ، لكن للاسف هانلاقى كثير من المريدين هايروحوا الحفلة و يدفعوا ثمن التذكرة مهما كانت عشان يطربوا آذانهم المتخلفة بأناشيد الشيخ، ماشى هانقول انه مشهور و صوته حلو و بلابلا بلا ، طب ما احنا عندنا منشدين كثييييييييييير و طول عمر مصر هى بلد الانشاد الدينى من اول النقشبندى لمحمد الطوخى لنصر الدين طوبار و هناك الكثير من المنشدين العظماء، وصلت يعنى اننا نجيب منشد من بره ؟ و لا هى عقدة الخواجة و دلوقتى بقت عقدة المتخلف لاننا ايام الاحتلال الانجليزى كنا بنقلد الاجانب و هم ارقى بكثير من هؤلاء البدو و الآن صار عندنا عقدة العربى المتخلف، يا عالم فوقوا بقى ، احنا مصريين مش ناقصين تخلف بقى

التلميذ الاكثر تخلفا من استاذه

الأحد، 14 نوفمبر 2010

لا ادرى من اين ابدأ ، فكلما نظرت لحال الشارع المصرى اصاب بالاحباط و الاكتئاب، فها هو شخص يسير فى طريق عمومى و هو يقرأ فى المصحف غير عابئ بالسيارات او حركة المرور و يتسبب فى حوادث و اصابات ثم يمضى فى حال سبيله و كأن شيئاً لم يكن، و ها هو آخر يرجع بالسيارة للخلف و هو يقرأ القرآن من هاتفه المحمول ، هل هذا هو الاحترام المطلوب للقرآن الكريم ؟ هل هذا هو ما حثنا الله على احترامه ايها المتخلفون؟ 


لا اعتقد ان الاساتذة البدو سكان الصحراء قد امروهم بذلك بل هو الاجتهاد و الابتكار المصرى حتى فى التخلف، ثم نأتى للغة الغريبة فى الكلام و عوجة اللسان للتشبه بامراء التخلف الوهابيين ، و الغريب ان الامر يسير من سئ الى اسوأ و قد خرج عن نطاق السيطرة بل اصبح ديناميكياً فى ازدياده و انتشاره و هاهم المصريون يضيفون للتخلف الوهابى لنحصل على كود او مواصفة مصرية فى التخلف، نستقل المترو فنجد الشيخة تنصب نفسها داعية و تبدأ فى بث سمومها فى الركاب و الغريب ان الدولة تساعدهم بتخصيص عربتين و ليست عربة واحدة للسيدات لتفسح لهم المجال اكثر ، كانها تريد ان تثبت فعلاً انها راعية للتخلف لتحقيق مكاسب سياسية و اقتصادية من هذا الشعب الذى اصبح متخلفاً اكثر من التخلف 


و لكن لا بد من حل و لا ادرى من اين يأتى هذا الحل ، فالحل ليس بنشر الثقافة المضادة فقط بل بتفكيك كل ما من شأنه انتشار هذه المظاهر المتخلفة ، و محاصرة هؤلاء المتخلفين فى كل مكان و لا اقصد امنياً بل اقصد اجتماعياً فى العمل و الحى و الجامعة ، و لا اقصد ايضاً مناقشتهم لانهم لا يعرفون النقاش اساساً بل من يناقشهم سيخسر احترامه لنفسه من جهلهم و همجيتهم و تخلفهم ، اعتقد ان الحل بنبذهم فعلياً فى المجتمع و اظهار انهم غير مرغوب فيهم مع نشر الفكر الوسطى و دعمه حتى يعود هؤلاء المتخلفون لرشدهم، اننا لا نريدها طالبان او حماسستان ، انما نريدها دولة مصرية واضحة الهوية، هويتنا المصرية هى سبيلنا للخلاص من هذا التخلف المدمر.

هوجة الأفلام النسائية

الخميس، 11 نوفمبر 2010

فى بلد بحجم مصر سكانياً و ما لها من تاريخ طويل فى صناعة السينما بدأت تظهر موجة جديدة من الافلام النسائية اى التى تقوم ببطولتها ممثلة و ليس ممثل و الحقيقة ان القائمين على الصناعة حتى و ان كان فى ذلك تطوير او تحديث الا انها ليست تجربة رائدة و لا شئ ، لانه لا يوجد افلام رجالى و افلام حريمى ، المفروض فى السينما ان البطل هو القصة اما عندنا فكله سمك لبن تمر هندى ، السينما لا تحتاج الى كوتة ، السينما علم و فن و صناعة ، قامت عليها اقتصاديات عديدة و كنا من الرواد فى هذه الصناعة الى ان جاء المدمر الاكبر و مدمر مصر الحديثة جمال عبد الناصر و قام بتأميم الفن و الانتاج و حتى دور العرض فماتت الصناعة و هربت الى لبنان لتنتج افلام هابطة دون المستوى ثم حدث بعض التطوير مع زيادة دور العرض و دخول القطاع الخاص مرة اخرى الا ان الدور الرائدة لا زالت مملوكة للدولة و الصناعة لا زالت مقيدة بالعديد من القيود و العراقيل و منها عدم وجود اماكن للتصوير و ضرورة الحصول على التصاريح و ارتفاع ايجارات اماكن التصوير ثم دخلت وزارة الداخلية ايضاً لتزيد الأمور تعقيداً ، و فى هذه الأثناء كانت تتم مؤامرة خبيئة فى الخفاء على صناعة السينما المصرية و هى الإنتاج الخليجى او البتروريالى و دولارى و الذى اتى الينا بمصطلحات متخلفة كالسينما النظيفة و ما الى ذلك من تصنيفات حجمت الصناعة و اثمرت عن اعمال لا تمت للسينما بصلة، و فى هذه الأثناء ايضاً ظهرت اعمال النجم الأوحد الذى يتحكم فى العمل السينمائى ككل من تعديل فى القصة و السيناريو و الممثلين المشاركين وحتى فى اختيار الادوار و المساحات الخاصة بكل دور ، و هذه ايضاً لا تمت للسينما بصلة ، و الآن و بعد ارتفاع اجور معظم النجوم قامت الحفنة الاحتكارية المسيطرة على الصناعة التى اصبحت هابطة باستيراد مصطلح جديد و هو السينما النسائية و انتاج مجموعة من الاعمال تكون بطلاتها سيدات و هى تجربة خبيثة تزيد من التمييز الموجود فى المجتمع و تنقله الى صناعة السينما و الحقيقة ان هؤلاء البطلات لا يحصلن على نفس الاجور التى يحصل عليها النجوم الرجال بل أقل و بالتالى ستقل تكلفة الانتاج و هى تجربة لا تستحق كل هذا التصنيف ، فالقصة القائمة على حدوتة خاصة بامرأة او بنت يجب ان تقوم بها واحدة من الممثلات اما تفصيل العمل ليكون فيلم نسائى فهو مسخ و شئ لا يمت للفن و للسينما بصلة


فهناك العديد من الافلام التى اقل ما يقال عنها انها افلام هابطة بطولة نجمة لا مؤاخذة الجماهير و هى افلام و ان كانت مبنية على قصة جيدة الا انها تحولت لافلام هابطة بسبب تدخلات هذه النجمة فى كل شئ حتى الاخراج مما نتج عنه هذه الافلام الهابطة لان كل فرد فى المنظومة لا يقوم بعمله و انما النجمة هى التى تمثل و تغنى و ترقص و تقوم بعمل الريجيسير و الاخراج بل هى التى تحدد اجور النجوم المشاركين أيضاً

 
هناك افلام عديدة قامت قصتها على حدوتة انثوية و كانت اعمال ناجحة جداً لان القصة و الاخراج و التمثيل قام على اساس متين و كل قام باداء دوره على اكمل وجه، اما التفصيل فهو الشئ المرفوض، و هناك فريق آخر من الجهلاء يرفض مثل هذه الأفلام التى تقوم على شخصية نسائية بحجة انها تسئ لسمعة مصر و للبنت المصرية، فعن أى اساءة يتحدثون ؟ انه عمل فنى يقوم على خيال مؤلف و ابداع مخرج و ممثل ، اما القول بان هذه الأعمال تسئ لسمعة مصر فهو الجهل بعينه و هو دخيل على الذوق المصرى و اتى تحديداً من سكان الصحراء الجهلاء الذين لا يعرفون معنى الفن و السينما، فقد تلوث الذوق المصرى بمثل هذه الادعاءات و اصبح هناك مصريون يرددون ذلك ايضاً مع اننا لم نكن كذلك فى السابق فمثلا لم يكره المصريون فاتن حمامة او يقولوا عنها انها تسئ للسيدة المصرية فى فيلم الطريق المسدود لان الذوق العام وقتها كان مثقفاً نوعاً ما


اما الآن نجد ان ما ينتج لا يمت لصناعة السينما بصلة و انما هو نتاج عمليات غزو صحراوى للفكر المصرى من خلال التحكم فى شكل الاعمال المنتجة ثم ياتى الدور على المنتجين المصريين و خاصة الاحتكاريين الذين لا يفهمون فى السينما اى شئ الا انها سبوبة تولد بعض الملايين ، اعتقد ان الصناعة انهارت بالفعل و الحديث عن ازمة صناعة السينما هو من قبيل السبوبة النقدية و الاعلامية مع ان الجميع لو اتفقوا و عملوا على وضع خطة فمن الممكن انقاذ الصناعة التى انهارت تماماً

قهوة الثنائى

الخميس، 4 نوفمبر 2010

حكاوي القهاوى
بانوراما البشر و موسوعة البنى آدمين
قهوة الثنائى

البداية كانت في قهوة الثنائي تقريباً سنة 1988 وقتها كنت في ثانية ثانوي و لسه باتعلم السجاير، كانت قهوة الثنائي بعيدة عن البيت و بالتالي ما حدش من أهلي أو من المنطقة هايشوفنى، كانت قهوة زكى أو قهوة الثنائي زي ما أطلقت عليها هي ملاذي خاصة يوم الجمعة عشان اعرف اشرب لي سيجارة و لا اثنين لأني وقتها ما كنتش مدخن قوى يعنى يادوب سيجارتين و يوم الجمعة فقط، على فكرة القهوة دى لا زالت موجودة بس للأسف الثنائي ما بقاش موجود، ليه بقى سميتها قهوة الثنائي ؟ لأنها كان فيها اثنين ابسط ما يقال عنهم انهم تحف بجد لانهم كانوا بيقولوا كلام جديد و غريب و بطريقة ارتجالية لدرجة انك ما تقدرش تمسك نفسك من الضحك و احسن من 100 لمبى و لمبى في طريقة كلامهم، عم سيد و عم محمود طول النهار يردوا على بعض و يفتعلوا خناقات و قفشات و لو تدخل زبون بينهم يتحولوا عليه و يسلخوه كلام و تريقة لحد ما يندم و يلوم نفسه انه اتدخل ، عم محمود كان بيشتغل في الأرضية يعنى بيوزع طلبات و عم سيد هو اللى ماسك النصبة يعنى هو اللى بيعمل المشاريب، و يا سلام بقى لو في ماتش للأهلي و الزمالك ، كانت الدنيا بتقوم من خناقاتهم لان محمود زملكاوى و سيد اهلاوى و كان محمود يرد على الكورة و اللعبة أو الجون من غير ما يشوفه و سيد واقف و ماسك الشيشة قدام النصبة و التليفزيون متعلق بجنب فوقه فهو اللى شاف اللعبة، و يبدأ الخناق و الزعيق طول الماتش و يجى محمود يقف شوية عشان يتفرج على لعبة و يقفل عينيه عشان يشوف كويس و يقعد يزعق و يقولك اهه اهه شايف اللعبة يلا بقى خش عليه اقطع ايوه و يعمل زى حسن شحاته و هو بيتابع لعبة خطرة و الغريب ان الكورة ما بتكونش خطرة و لا حاجة و لعب سلبى فى نص الملعب، و اول ما الاهلى يجيب جون كالعادة تلاقى كل رواد المقهى نطوا من فوق الكراسى و طاروا لفوق و معاهم عم سيد كمان يروح رامى الشيشة من ايده و يجرى على محمود اللى بيكون وقتها بيتمرغ فى الارض و يندب حظه ان الكورة دخلت و عم سيد فوقه و هاتك يا ضرب على طريقة الهنود الحمر و يقعد يلف حواليه و هو مقرفص و نايم على الارض ، و يقوم محمود الجزار و ده زبون زملكاوى و يلم الدور و يشخط فيهم و يرجع كل واحد لمكانه عشان نقعد نتفرج بقى لان الزمالك هايعوض، و ما فيش دقايق و تيجى كورة عادية للزمالك يضيعوها او لعيب يقع و يروح عم محمود فاطط لفوق و يقعد يشتم فى التحكيم و الكورة فى مصر و يلحقه عم سيد بسيل من الشتائم و الاتهامات انه ما بيشوفش و ما بيفهمش فى الكورة و احنا قاعدين هاتك يا مشاريب و العملية ماشية و اللى ما يعرفش حاجة يفتكر انهم أعداء، لحد ما يخلص الماتش و تلاقى عم محمود لقى الجو هدى و راح رايح جنب عم سيد و خد منه اللى بتاع الشيشة و هاتك يا ودودة و نم على صاحب القهوة كأنهم اصحاب و اخوات توائم و الناس تستغرب انتوا مش لسه كنتوا هاتموتوا بعض ؟ يبصوا لنا و ما يردوش، يحاول محمود الجزار يسخنهم تانى و هما يصدوه و كانهم ما يعرفوهوش ، و يمر الوقت عادى و الكل مستغرب و فجأة و بدون مقدمات يبدأ الشو تانى و هكذا، كأنهم ممثلين على مسرح و بيأدوا ادوارهم باقتدار و لكن بارتجال و بدون سيناريو، و قعدت على كده سنين و دخلت الكلية و بقيت مدخن رسمى و بقيت اخد على صاحبى معايا لدرجة انه انبهر منهم و بقى ليهم جمهور عندى فى الكلية من كتر اللى حكيته لاصحابى عنهم و عند على كمان فى كليته لدرجة ان قهوة الثنائى بقت مكاننا المفضل فى اى ماتش مهم، و مرت السنين و جت سنة رابعة كلية و اتغيرت القهوة و مات عم زكى صاحبها و مسك مكانه ابنه صابر او الشيخ صابر اللى كان دلوعة و ما يفهمش فى القهاوى غير لعب الدومينو مع الزباين على مشاريب او فلوس و فجأة بقى هو الريس و لانه مش ابن كار بدأ يخنق على الثنائى لحد ما زهقوا و سابوا القهوة ، رحت مرة كالعادة وقت ماتش و ما لقيتهمش و لقيت القهوة اتغيرت فى كل شئ حتى المشاريب ما بقاش ليها طعم و الكراسى كمان ما بقتش مريحة رغم انها احدث لانه طور فى شكل القهوة و ديكورها لكنها اصبحت مسخ و شئ غريب لدرجة انى قررت انى ابطل اروحها، و لان اجندتى فى المقاهى كبيرة جداً و ممتدة فقررت انى اغير المقر بتاعى و وقع الاختيار على قهوة عبد العزيز و ولده مصطفى خلف كلية الزراعة و قريبة من محطة القطار لكن طول الوقت كنت بادور على الثنائى و عايز اعرف راحوا فين لانهم وحشونى و اخيراً عرفت انهم راحوا قهوة على الطريق الزراعى ، سالت عنها و رحت لهم و الغريب انى رغم ان ما كانش لى كلام كثير معاهم بس عارفهم و يعرفونى ، هما كانوا بيقولوا لى يا استاذ و بعدين عرفوا اسمى و كانوا حافظين مشروباتى لدرجة انى كنت اروح و اقعد بس و هما يجيبوا المشروبات بالترتيب من غير ما اطلبها، المهم انهم اول ما شافونى خدونى بالاحضان و ما صدقوش انى جيت عشانهم مخصوص، و دى كانت حالة انسانية فريدة نشأت بينى و بين اثنين ما كنتش اعرفهم فى الاساس و لا اعرف اى حاجة عنهم غير انها عشرة سنين و معرفة مبنية على علاقة انسانية، كنت وقتها صغير و فرحان ان بقى لى صحاب زى دول لكن طبعاً مش هاقدر اروح المشوار ده عشان اقعد على القهوة و بطلت اروح قهوة الثنائى اللى اتغيرت و اتجهت لقهوة عبد العزيز اللى بقى ليها قصص و حكايات مع عمال القهوة برضه و كمان الزبائن