متطرفين فى كى جى وان

الأحد، 31 أكتوبر 2010

يوسف عبد الفتاح أو جو كما احب ان أناديه ، هو ابن اخى ذو الاعوام الأربعة و الذى دخل لتوه الحضانة هذا العام ، يزورنا يوسف و ابوه اسبوعياً كل جمعة و لكن الجمعة السابقة كانت مختلفة حيث حكى لى ما يمكن ان نسميه تربية الإرهاب و التطرف من الحضانة ، فبعد السؤالات و تسميع ما تعلمه حكى لى يوسف قصة غريبة بل مفجعة عندما سألته عن اصدقاءه فى الحضانة، فحكى لى ان زميله عبد الحكيم تشاجر مع زميلته مريم و رفض ان يعطيها رشفة ماء من زمزميته لانها مسيحية، و عندما همت المدرسة بتوجيهه و طلبت منه ان يعطيها قليلاً من الماء ، و لكن الطفل المفترض ان يكون بريئاً رد عليها بانه لا يجوز ان تشرب من زمزميته لانها كافرة و عندما سالته المعلمة من ادخل عليك هذا قال انه يسمع والديه يقولون ذلك و انهم نبهوه لذلك ، فبدلاً من ان يربوه على التسامح و البراءة قتلوها فيه بهذه الخرافات التى زرعوها فيه من الصغر، الغريبة ان جو يحكى لى القصة بمنتهى البراءة و هو لا يعرف ماذا يحدث و عندما سألته عن رأيه قال لى انه لا يعلم شيئاً و انها زميلته و صديقته و لكن هذا الارهابى الصغير عبد الحكيم دائماً ما يمنعهم من التحدث او مخالطة الأطفال المسيحيين، أرأيتم حجم المصيبة و الكارثة التى جلبتها علينا الفضائيات المتخلفة و أئمة الزوايا و المد الوهابى المتخلف ؟ انها كارثة بحق لانهم يربون الأجيال الجديدة على التطرف و التخلف ، هناك فتنة بالفعل و هناك احتقان داخلى بين الطرفين و لن ينفع تقبيل اللحى و العناق بين المشايخ و القساوسة فالمسألة اصبحت فى المجتمع نفسه الذى فرق بين كل عناصره و هو عمل اجرامى فى حق الأمة المصرية و يجب على الجهات المختصة السيادية و التى لها اليد الطولى ان تعيد لمصر وسطيتها و تلغى كل ما يسبب الفتنة و الفرقة بين المصريين لصالح جهات ظلامية متخلفة، فهذا من صميم عملهم و الا فلماذا هم جهات سيادية ، فبدلاً من التلصص على المجتمع و المظهرية و التعالى على الناس و ركوب سيارات بدون لوحات و التباهى بالاسلحة يجب ان يكون هناك برنامج قومى غير معلن للقضاء على كل ما يثير هذه المظاهر المتخلفة ، و قد تفاءلنا خيراً باغلاق بعض القنوات التى تبث التخلف و التطرف و لكن الحل هو القضاء على الظاهرة الوهابية برمتها و ملاحقتها فى كل مكان فى الزوايا و المساجد و المنابر و الجامعات و حتى فى الشوارع، نريد مصر خالية من هذا الهمج و التطرف الذى سوف يودى بنا الى الهلاك و السقوط فى الهاوية التى نقف على حافتها الآن ، لقد قمت بعد سماع هذه القصة من ابن اخى بتوضيح ان زميلته مريم هى اخته و لا يوجد فرق بينها و بينه و الا يسأل عن ديانة شخص فلا دخل لنا بما بين الانسان و ربه و الا يقول مستقبلاً مسلم او مسيحى او حتى يهودى ، يكفى ان يقول زميلى او زميلتى فقط و حذرته من التعامل مع هذا المتطرف الصغير و الا يكلمه و اذا قام هو بملاحقته او مضايقته فليقول له يا ارهابى و انا اعلم ان ذلك سوف يثير مشكلة حيث اننى متأكد من ان اهله الإرهابيين سوف يحضرون للشكوى و انا فى انتظارهم و لهم بالمرصاد

لا تظلموا الحمير

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

حرام علينا لو ظلمنا الحمير و قلنا ان اللى بيخطط او ينفذ الحلول المرورية ممكن يكون حمار لان ده فيه ظلم بين للحمير ، تلك المخلوقات الغير ناطقة و التى تتميز بقوة التحمل و حرام ان نقول انها لا تفهم ، اما من يقومون بتخطيط طريق او وضع تصور لحل مشكلة او ازمة مرورية فاعتقد انهم يفوقون الحمير و استميح الحمير عذراً و لكنها اللغة السائدة ، لذلك فارجوا من الحمير الحقيقيين الا يغضبوا، اما اصحابنا اياهم فايتفلقوا، كل يوم و لمدة خمسة سنوات متواصلة كان الطريق الى كوبرى القبة مغلقاً ، ليه ؟ لانه يتم تنفيذ كوبرى لحل مشكلة اشارة الزاوية ، فماذا تم ؟ تم انشاء كوبرى فوق اشارة الزاوية عابراً لشارع بورسعيد ، ثم بعده بمسافة صغيرة تم انشاء وصلة اخرى مربوطة بكوبرى القبة و هى اختراع مفتكس لمهندس عبقرى ، ليه بقى ؟ لانه حل مشكلة ركن السيارات و تم تحويل تحت الكوبرى لمركن و اعمدة و جنازير و سيارات داخلة خارجة لسكان المنطقة ، و يا سلام لو قابلت حد طالع من الجراج اللى بقى تحت الكوبرى و لازم يوقف الشارع عشان يعدل عربيته و تولع العربيات اللى ماشية فى طريقها ، ما هى منطقته و ده جراجه اللى بيركن فيه، و بعدين بقى نيجى للاخوة الجهابذة بالمرور ، هو اساساً الوصلة تعدى عربيتين بالعدد فيقوموا يقفلوا نص الوصلة بفاصل حديدى من بتوع اللجان عشان يقللوا الكثافة المرورية على كوبرى القبة و نقف نص ساعة و ساعة عشان نتحرك و كل ده بعد صبر خمس سنين لحد ما الكوبرى اللى كان مفروض يجيب الفرج يخلص ، و المشكلة كانت اساساً فى اشارة الزاوية و كان سببها الرئيسى عسكرى المرور و اللجنة اللى واقفة ليل نهار عشان تمسك اعداء الوطن اللى بيلفوا فى البلد ليل نهار، و كان حلها بسيط جداً بمحور صغير يعدى الاشارة فقط و شكراً لا و الادهى بقى ان الكوبرى الجديد حاجة ايه تجنن ، كوبرى صغير و بعامودين عشان الشركة المنفذة تعد امتار فى الخرسانة ، ما هى شركة قطاع عام و مكدسة بالعاملين و الموظفين اللى هما اساساً عالة على الشعب او على دافعى الضرائب و بالتالى لازم يقبضوا و لازم السيد المهندس مدير المشروع ياخد هبرته المحترمة اللى هى مكافأة المشروع و خلى الناس تموت من الغيظ و الحر و المرار من وقفتها فى الشارع عشان تعدى و تروح شغلها، مش فاهم جنس ملة العالم دى ايه، لو هى سرقة ماشى احنا راضيين تسرقوا بس اشتغلوا صح و كل ما هاتشتغلوا هاتزيد الهبرة برضه، ضيف على كده الاتوبيسات الضخمة اللى لسه نازلة و اللى عاملة زى عمارة متحركة مع ان المفروض نصغر حجم العربيات بس ما فيش فايدة، بجد حرام نظلم الحمير

الفوضى الغير خلاقه

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

هل استيقظ الاعلام الرسمى على كابوس الفضائيات الدينية ؟ هل ادرك المسؤلون و الاعلاميون و المثقفون اخيراً ان هذه القنوات تقودنا نحو مزيد من التخلف و التصحر و تجريف العقول ؟ ام هو حس وطنى من شخص مثقف يحاول ان يقود الحملة ضد هذا التخلف ؟ و لكن اين كنتم سابقاً ؟ فكل من كان يجرؤ على انتقاد هذه القنوات المتخلفة كان يقابل بحملة شرسة من الحنجوريين المدعين و كان يهزم حتماً ثم ينزوى لانه يوصم بتهمة معاداة الاسلام ، لقد احتكر هؤلاء الاسلام و تحدثوا باسم الدين و الاسلام منهم براء، فهم يعرفون انفسهم جيداً و يعلمون انهم متخلفون افاقون شاء حظنا العاثر ان يوجد هؤلاء الافاقون فى زماننا هذا، و لكن الامر شديد التعقيد فهذه القنوات تتسلل داخل المجتمع الفوضوى الذى يتفنن فى ايجاد الاستثناءات لكل شئ و اى شئ، فهذه القنوات لا تجرؤ حتى على الظهور الا فى مصر ، الدولة عديمة النظام فى كل شئ ، فهذه القنوات اساسا لا تحمل رخصة قناة دينية لانه لا يوجد فى القانون مسمى القنوات الدينية و لكن التسيب و التعاطف هو ما يجعلها تعمل تحت ستار الدين لتبث سمومها و تبيع بضاعتها الصحراوية لدولة الثمانين مليون مستهلك ، هذه الدولة التى لا يدرك اهلها انهم كنز لاى مستثمر و سوق رائجة لأى شئ و لكن ما يحدث هذه الايام من خيرى رمضان فى برنامج مصر النهارده غير كافى بالمرة حيث يحتاج الأمر لموقف حاسم و رسمى و لا اعتقد ان الحوار العقلانى سوف يجدى مع هؤلاء المتخلفون لانهم لا يجيدون لغة الحوار فى الأصل و انما يجيدوا فقط التشويح و الجعير و النهيق فى وجه من يعترضهم وصوتهم عالى للأسف ، فكلما نجحوا فى بث المزيد من التخلف و التسطح و التصحر كلما نجحوا اكثر فى السيطرة على المجتمع و ها هم بالفعل قد جنوا ثمار ما بدأوه ، فها هو النقاب ينتشر فى مصر و بشدة فى اى مكان و كل مكان فى مصر حتى الاماكن السياحية، و ها هم البسطاء يعلنون تاييدهم لامراء السبوبة الفضائية و لا يخلوا حديثهم عن ذكر امثلة مما سمعوه فى هذه الفضائيات، و ها هى جيوب الافاقين تزداد امتلاءً و الاهم ان خزينة النايل سات تنتعش مما تحصل عليه من هذه القنوات، انها منظومة التخلف و ليست الفوضى الخلاقة ، انه التخلف و الفوضى الغير خلاقه، فتنهار مصر بين اصوليتين تمنكنتا منها بشدة منذ انقلاب يوليو بالخمسينيات، حيث ما زلنا نعانى من الأصولية الناصرية ثم ظهرت الاصولية الدينينة ، و بين الاصولية الناصرية و الاصولية الدينينة قصة تخلف مصرية